حكم الشرع فيمن أكل أو شرب سهوا أثناء صيامه

ما هو حكم الشرع فيمن أكل أو شرب سهوا أثناء صيامه وكيف يصلح خطأه؟
ـ يقول الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر ورئيس لجنة الحوار بين الأديان بمجمع البحوث الإسلامية: إن الإجماع في تعريف الصوم هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد شرع الصيام نهارا، ولم يشرع ليلا، لأن الناس قد جرت عاداتهم من قديم الزمان على النوم ليلا وترك الأكل والشرب فيه، فالحكمة المبتغاة من شرعية الصوم لا تتسنى إلا إذا أديت هذه العبادة نهارا. كما أن الصيام فرض عين على كل مسلم مكلف لقول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، وقول النبي صلى الله عليه وسلم «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان».

وهناك فرق كبير بين السهو والخطأ، في حكم الشرع، ونتيجة الفعل، فمن أكل أو شرب، أو فعل فعلا يوجب الإفطار ناسيا انه صائم لا يفطر ولا يفسد صومه وعليه أن يستمر في صيامه بقية يومه وصومه صحيح ولا قضاء عليه. أما إذا تناول أو فعل ما يوجب الإفطار خطأ كأن يأكل عند الغروب وهو يظن أن الشمس قد غربت وهي لم تغرب بعد، أو يأكل في السحور عند الفجر وهو يظن أن الليل باق والفجر قد طلع، أو يغتاب شخصا في نهار رمضان وكان قد سمع من واعظ أو قد علم من عالم أن الغيبة تفطر الصائم وظن أنه أفطر بذلك ثم أكل أو شرب اعتمادا على هذا الظن.. هذا كله خطأ والصوم فيه يفسد ويكون الشخص مفطرا وعليه قضاء ذلك اليوم، ولكن لا كفارة عليه لأنه لم يتعمد انتهاك حرمة الصوم، وإنما كان على سبيل الخطأ.

وهناك أحكام عامة متفق عليها تتعلق بإبطال الصوم، مثلا وصول شيء ولو صغير إلى جوف الصائم عن عمد واختيار وعلم، من طريق منفذ طبيعي كالفم والأنف والأذن والحقنة الشرجية، وأيضا تعمد القيء، والجماع، والإنزال إذا صاحبته شهوة.